روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | شيخ الإسلام العلامة الألباني

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > شيخ الإسلام العلامة الألباني


  شيخ الإسلام العلامة الألباني
     عدد مرات المشاهدة: 3342        عدد مرات الإرسال: 0

* مجدد ومحدث القرن...

ـ الشيخ أبن باز: ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني.

ـ الشيخ عبد المحسن العباد: كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم في خدمة السنة.

ـ أبن عثيمين: حريص جداً على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة.

هو أبو عبد الرحمن، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني، الأرنؤوطي، باحث في شؤون الحديث ويعد من علماء الحديث ذوي الشهرة في العصر الحديث، وله الكثير من الكتب والمصنفات في علم الحديث وغيره وأشهرها صحيح الجامع والضعيف الجامع وصفة صلاة النبي.

يعتبر العلامة الشيخ ناصر الألباني أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، وهو من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، وهو حجة في مصطلح الحديث، وقال عنه العلماء المحدثون إنه أعاد عصر ابن حجر العسقلاني والحافظ بن كثير وغيرهم من علماء الجرح والتعديل.

¤ مولده ونشـــأته:

ولد شيخ الإسلام الألباني في مدينة أشقدورة، عاصمة ألبانيا، عام 1914م، في أسرة فقيرة متدينة، فقد تخرج أبوه نوح نجاتي من المعاهد الشرعية في إسطنبول، وبعد أن تولى الملك أحمد زوغو الحكم هاجر أبوه إلى دمشق، وبدأ شيخ الإسلام المهاجر دراسته في مدرسة الإسعاف الخيرية الإبتدائية بدمشق، وإستمر على ذلك حتى أشرف على نهاية المرحلة الابتدائية، وفي هذه الأثناء هبت أعاصير الثورة السورية بالفرنسيين الغزاة، وأصاب المدرسة حريق أتي عليها، ونظرا لسوء رأي والده في الدراسة النظامية أخرجه من المدرسة ووضع له برنامجا علميا مركزاً، فقام بتعليمه القرآن والتجويد والصرف والفقه الحنفي، كما أنه تلقى بعض العلوم الدينية والعربية على بعض الشيوخ من أصدقاء والده مثل الشيخ سعيد البرهاني إذ قرأ عليه كتاب -مراقي الفلاح- وبعض الكتب الحديثة في علوم البلاغة.

¤ تعلمه الحديث:

أخذ الشيخ إجازة في الحديث من الشيخ راغب الطباخ، علامة حلب في زمانه، وذلك إثر مقابلة له بواسطة الأستاذ محمد المبارك الذي ذكر للشيخ الطباخ ما يعرفه من إقبال الفتى على علوم الحديث وتفوقه فيها، فلما إستوثق من ذلك خصه بإجازته.

وكان قد توجه للحديث وهو في العشرين من عمره متأثرا بالأبحاث التي كان يكتبها محمد رشيد رضا في مجلة المنار.

لقد كان لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأثر الكبير في توجيه الألباني علما وعملا، فتوجه نحو المنهج الصحيح، وهو التلقي عن الله ورسوله فقط، مستعينا بفهم الأئمة الأعلام من السلف الصالح دون تعصب لأحد منهم أو عليه. وإنما كان رائده الحق حيث كان، ولذلك بدأ يخالف مذهبه الحنفي الذي نشأ عليه، وكان والده رحمه الله يعارضه في مسائل كثيرة في المذهب، فبين له الشيخ أنه لا يجوز لمسلم أن يترك العمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد ما ثبت عنه وعمل به بعض الأئمة لقول أحد من الناس، كائنا من كان، ويذكر له أن هذا هو منهج أبي حنيفة وغيره من الأئمة الكرام رحمهم الله.

¤ مـؤلفاتـــه:

وقد أثرى المكتبة الإسلامية بعدد كبير من المؤلفات على رأسها سلسلة الأحاديث الصحيحة وسلسلة الأحاديث الضعيفة وكتاب صفة صلاة النبي، والذي لقي رواجا كبيرا بين شباب الصحوة الإسلامية.

¤ نشــره للعلم:

وحين تمكن الإمام من العلم بدأ يتصل بالناس ينشر الدعوة، فقد رفع الإمام راية التوحيد والسنة وزار الكثيرين من المشايخ في دمشق، وجرت بينه وبينهم مناقشات في مسائل التوحيد والتعصب للمذاهب والبدع، وتابع الحساد وجهلة المتنطعين والجواسيس والوشاة والمعارضين لمنهجه، حتى ألقي به في السجن عام 1967 لمدة شهر وفي وقت لاحق لمدة ست شهور، وحين تم تأسيس الجامعة الإسلامية في المدينة وقع إختيار سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس الجامعة آنذاك- على شيخ الإسلام ليتولى تدريس الحديث وعلومه.

ومن آثار الإمام الألباني رحمه الله على الجامعة أنه وضع القاعدة لمادة الإسناد، وسبق كل الجامعات الموجودة بذلك، إلا لإخلاصه أثارت عليه الحاقدين من بعض أساتذة الجامعة فكادوا له ووشوا به عند المسؤولين ولفقوا عليه الدسائس والافتراءات حتى أجبرت الجامعة على الإستغناء عنه

¤ رحلاتــــــه:

هاجر شيخ الإسلام حفظه الله من دمشق إلى عمان في رمضان عام 1400هـ، ثم إضطر للخروج منها عائدا إلى دمشق ومن هناك إلى بيروت، ثم هاجر إلى الإمارات حيث إستقبله محبيه من أهل السنة والجماعة وحل ضيفا على جمعية دار البر، فكانت أيامهم معه أيام علم ونصح وإرشاد وإنهاك في العلم، وإبان إقامة الشيخ في الإمارات تمكن من السفر إلى الدول الخليجية المجاورة والتقى في قطر الشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي، ثم عاد إلى دمشق، وكانت آخر زيارة له لدولة الإمارات في عام 1989، وحين نزل ضيفا على جمعية دار البر ألقى الدروس في مزرعة رئيس الجمعية، وسمي المسجد التابع للمزرعة مسجد الإمام الألباني، تخليدا لذكرى زيارته، وفي رمضان عام 1419هـ فرح المسلمون بإعطاء شيخ الإسلام جائزة الملك فيصل وهذا تقدير وعرفان من المملكة العربية السعودية لما قام به الشيخ من خدمة للإسلام والمسلمين

¤ مناقبه وفضائله:

كان الشيخ رحمه الله متبعا لمنهج السلف متخلقاً بأخلاقهم وجعل نصب عينيه قول الله ورسوله في كل شيء، فكان لا يستحي من الحق، يعلنها في كتبه ومحاضراته، وهذه خصلة حميدة طيبة، كقول أبي حنيفة رحمه الله: نحن قوم نقول القول اليوم ونرجع فيه غدا، ونقوله غدا ونرجع فيه بعد غد كلنا خطاء إلا صاحب هذا القبر، وهذا مما جعل لشيخ الإسلام الألباني محبين في كل مكان من عالمنا الإسلامي الكبير، وحسده كثير من جانب آخر.

¤ ثناء العلماء عليه:

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني.

وقال الفقيه العلامة الإمام محمد صالح العثيمين: إنه حريص جدا على العمل بالسنة ومحاربة البدعة سواء كانت في العقيدة أم في العمل، ومن متابعتك لمؤلفاته تعرف عنه ذلك وأنه ذو علم جم في الحديث والرواية والدراية وأن الله تعالى قد نفع بما كتبه كثيرا من الناس من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين ولله الحمد.

وقال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق: عالم من علماء المسلمين، وعلم من أعلام الدعوة إلى الله، وشيخ المحدثين وإمامهم في العصر الراهن، ألا وهو أستاذي محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله وبارك فيه.

وقال الشيخ محمد إبراهيم شقرة رئيس المسجد الأقصى: لو أن شهادات أهل العصر من شيوخ السنة وأعلام الحديث والأثر إجتمعت، فصيغ منها شهادة واحدة، ثم وضعت على منضدة تاريخ العلماء فإني أحب أن تكون شهادة صادقة في عالم الحديث الأوحد، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أكرمه الله في الدارين.

وقال الشيخ مقبل الوادعي: والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حفظه الله من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها.

¤ مرضــــه:

كان الألباني رحمه الله في الأيام الأخيرة من عمره يعاني من عدة أمراض وكان مع كل ذلك صابرا محتسبا، وقد نحل جسمه كثيرا، ومن تلك الأمراض التي عانى منها الألباني رحمه الله: فقر الدم والكبد وإحدى كليتيه.

ومع ذلك كان الألباني رحمه الله لا يهدأ عن البحث والمطالعة، وكانوا يسمعونه وهو نائم يقول: هات كتاب الجرح والتعديل، جزء كذا صفحة كذا، ويسمى غيره من الكتب، وذلك لشغفه رحمه الله بالعلم نائما ويقظانا.

¤ وفــاة العلامة الألباني:

وبعد حياة حافلة بالعلم والعمل والدعوة والمرض والصبر توفي الشيخ الألباني رحمه الله في عصر يوم السبت 22 جمادى الآخرة 1420هـ/ 2 أكتوبر 1999م، وفي اليوم نفسه تم تجهيز جنازته والإسراع بها حسب ما أوصى به رحمه الله، وكان ذلك، فقد حملت جنازته من بيته إلى المقبرة، وصلى عليه تلميذه محمد إبراهيم شقرة، ودفن بعد صلاة العشاء.

فرحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته على ما قدمه من خدمات جليلة في خدمة السنة النبوية المطهرة.

الكاتب: عمر غالب.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.